صحفية و اعلامية في موقع بنت جبيل الالكتروني
تخيّل أن تقصد بلداً بعيداً وتجتاز مسافات متحدياً كل مخاطر الطبيعة في البراري الوعرة فقط لتُشبع هوايتك! ببساطة، هذا ما جعل الشاب اللبناني هشام أبو زيد يفوز ضمن مسابقة عالمية للتصوير متفوقاً بلقطة "استثنائية" ضمن أفضل 100 صورة. وذلك عن فئة تصوير الحياة البرية "Wild Life" في مسابقة 35Awards التي ضمت منافسات بين 400 ألف صورة التقطها مصورون حول العالم.
فاللقطة التي تمثل حياةً عمرها ثانية، لربما لن تتكرر تماماً بكامل مكوناتها وتعابيرها. لذا يدفع ثمنها أبو زيد مغامرات حقيقية وتجربة فريدة في عالم الأدغال!
يقول أبو زيد، ابن بلدة كفررمان، المغترب في الكويت، أن رحلات الصيد مع رفاقه في لبنان، جذبته لتصوير الطبيعة والطيور بدل اصطيادها. ويتابع في حديث لموقع بنت جبيل أنه كان يستمتع بالجلسة الدافئة مع ابريق الشاي والطعام. وبعد مدة ترك الصيد لرفاقه الصيادين، وقرر أن يكون تواجده بينهم لاقتناص الصور فقط. لم يكتفِ بعدسته، ومع الوقت، بلور هوايته، احترافيةً في تصوير الحياة البرية/ الفطرية، حيث تلقى في مكان إقامته في الكويت، العديد من الورش التدريبية المتقدمة في المجال، مستفيداً من خبرات مصورين محترفين.
بات يطارد اللقطات، مفترساً بعدسته حيوانات الحياة البرية. ويقول "كل لقطة بتخليك بدك بعد أكتر"! ويقول أن رحلات الإجازات العائلية أغنت مجموعات صوره، كرحلة ماليزيا التي حصد منها صوراً لطيور نادرة. وكذلك رحلة سريلانكا التي أثمرت صوراً للزواحف.
وبشغف يسرد لموقع بنت جبيل تفاصيل رحلتي أوغندا وكينيا، حيث سافر مع مجموعة من المصورين، لا شيء، إلا التقاط الصور لحيوانات نادرة ومهددة بالإنقراض.
لقطة أنثى النمر المرقط وهي تقفز فوق النهر ممسكة بفريستها اقتنصها في كينيا وهي من ضمن الصور الفائزة في المسابقة. حين التقطها لم يكن قد خطط للمشاركة في المسابقة، إلا أنه حين شارك، كان متاكداً من الفوز. فبثقة يقول "أنا عارف شو هي الصورة" في إشارة إلى قيمتها.
وعن رحلة أوغندا المحفوفة بالمخاطر، فقد أوصلته إلى تصوير الغوريلا. وهناك يواجه المصورون تحدي تقلبات الطقس، وكذلك الطريق الوعرة، والسير لساعات برفقة رجال شرطة ومرشد يدلهم على الطريق.
ومن الغابات والأذغال، يؤكد لموقع بنت جبيل أنه بصدد خوض تجربة مختلفة تماماً بتحديات جديدة، فهو ينوي مع مجموعة مصورين محترفين آخرين زيارة القطب الشمالي لجلب كنوز من اللقطات التي توثق ثروات فطرية نادرة.
الرحلة التي سيكون الطقس البارد تحديها الأكبر، ستشمل 3 أيام سفر بالباخرة، وسيصل بعدسته لثاني أكبر مسطّح ثلجي في العالم، قاصداً الدببة القطبية وكل ما يخص الحياة هناك. يقول أن وباء كورونا أخّر مشروع الرحلة، إلا أن الرحلة قائمة متى سمحت الأوضاع.
لا يبتغي من التصوير ربحاً، سوى كسب التجارب والخبرات وتوثيق عالم الحياة البرية. والسعي دؤوب وراء هواية، جعل صوره تقتحم منصات الناشونال جيوغرافيك والديسكوفري رافعاً بجدارته اسم مصور لبناني شغوف.
داليا بوصي - بنت جبيل.أورغ